الاثنين، 23 نوفمبر 2015

مدخل لدراسة ظاهرة البلطجة


أصبحت الظواهر الاجتماعية تتسم بالتداخل والتعقيد،سواء علي مستوي الوحداتUnit Level  أي داخل الدولة الواحدةIntra-state،أو علي مستوي النظام System Level أي في العلاقات بين الدول Inter-state وقد دفع ذلك الباحثين إلي استخدام أكثر من مدخل لدراسة تلك الظواهر،حيث أصبح لزاما استخدام أسلوب التعدد المنهجي،وهذا ينطبق علي ظاهرة البلطجة،التي تعد ظاهرة فرعيةSub- phenomenon تتفرع من ظواهر رئيسية أخرى.
ويمكن التمييز بين ثلاثة مداخل في دراسة ظاهرة البلطجة. يتمثل المدخل الأول في المدخل  السياسي،ويحلل هذا المدخل جماعات البلطجة ،باعتبارها جماعات خارجة علي الشرعية،ومصدرا من مصادر عدم الاستقرار والفوضي،والخروج علي النظام،ولا يهتم بالمسببات والعوامل التي أدت إلي نشأة هذه الجماعات،أو لجوئها إلي استخدام العنف. وفي إطار هذا المدخل، يري البعض أن أسباب هذه الظاهرة مرتبطة بعدم قدرة الدولة علي توفير المتطلبات الأساسية للمواطنين،وهو ما يؤدي إلى تشكل هذه الجماعات كفاعلين غير رسميين لتلبية تلك الاحتياجات،خاصة توفير الأمن في الأحياء والمدن.
واستنادا لهذا المدخل، تنتشر هذه الظاهرة مع انتشار الفساد السياسي والإداري والقضائي داخل مؤسسات الدولة،بحيث يتراجع احترام القانون ،وتتراجع قدرة مؤسسات الدولة على تنفيذ أحكام القضاء،وهو ما يزيد من لجوء الأفراد إلى جماعات البلطجة لتعيد لهم حقوقهم،وتتولى الدفاع عنهم. ومن هنا، تصبح القوة هي معيار التعامل في الشارع،وليس القانون أو القضاء(5). وترتبط مقولات هذا المدخل بما انتهى إليه جويل مجدال في كتابه" مجتمعات قوية ودول ضعيفة.. علاقة الدولة بالمجتمع وإمكانات الدولة في العالم الثالث"،من أنماط العلاقة بين المجتمع والدولة. فتلك الأنماط ارتبطت بمستوى قوة الدولة أو ضعفها،وبالتالي مدي قدرتها علي ردع وكبح جماح الجماعات المختلفة في المجتمع،التي تميل لاستخدام العنف بصورةغير رسمية وخارجة على القانون.
فقوة الدولة،وفقا لآراء مجدال،تقاس بمدى قدرتها وهيمنتها علي نماذج السيطرة الاجتماعيةSocial Control.  والتي تعني التحكم في منح الضروريات المعيشية لحياة الناس،وتشكيل قيمهم،وتوجيه سلوكهم وترشيده،وضمان تطبيق القانون واحترامه(6). فالدولة تكون قوية،حينما تكون أنماط السيطرة الاجتماعية موحدة،وخاضعة لها،وحين تمتلك إمكانيات تخطيطية،وقدرة علي صنع السياسة وتنفيذها،وقدرة على ضم كافة الطوائف المجتمعية تحت مظلة الدولة.
أما في حالة الدولة الضعيفة،فإن الدولة ومؤسساتها تكون خاضعة لقوي وتنظيمات مجتمعية،كالجماعات العرقية والقبلية،والزعامات الدينية،خاصة في حالة افتقارها إلى القدرات الكافية لتفعيل إرادتها،وفرض سيطرتها علي كافة قوي المجتمع(7).  وفي ظل وجود دولة ضعيفة ومجتمع ضعيف،تنتشر ظاهرة البلطجة. فغياب الدولة،أو اهتزاز هيبتها،يؤدي إلى  فقدانها السيطرة والقدرة علي إكراه المجتمع علي طاعة القانون واحترام شرعيته،وهذا يوفر تربة ملائمة لتنامي تأثير جماعات البلطجة.
ويتمثل المدخل الثاني في المدخل الاقتصادي،الذي يحلل ظاهرة البلطجة باعتبارها ناتجة عن قلة موارد الدولة،وعن الفجوة في توزيع الدخل والثروة بين الفقراء والأغنياء،وعن التفاوت الطبقي بين المواطنين. ويجادل بأن عدم قدرة الدولة علي الالتزام بتوفير الاحتياجات الأساسية العامة للمواطنين يجبرهم على انتهاج طرقغير شرعية أوغير قانونية لتلبية هذه الاحتياجات.وفي هذا السياق، تظهر بعض سلوكيات البلطجة،من قبيل الهجوم علي الممتلكات العامة والخاصة،وممارسة السرقات والنهب،من أجل توفير الاحتياجات التي عجزت مؤسسات الدولة عن توفيرها(8).
أما المدخل الثالث، فهو المدخل الاجتماعي،الذي يعد أفضل المداخل لفهم هذه الظاهرة. ويمكن التمييز في هذا المدخل بين اتجاهين رئيسيين. يعبر عن الاتجاه الأول فريق يرى أن البلطجة هي إفراز طبيعي لسيادة أجواء عدم احترام القانون،وانتهاك سيادة الدولة ومؤسساتها،فضلا عن انتهاك العقد الاجتماعي المنعقد بين الدولة والشعب،والذي بموجبه تنازل الشعب عن حقه في اللجوء للعنف والتعدي على القانون، مقابل قيام الدولة ومؤسساتها بحمايته وتوفير الخدمات العامة له،وردع الجماعات الخارجة علي القانون.
وبالتالي،فعندما تنتهك الدولة شروط وبنود هذا العقد وتتجاوزه وتتخطاه بلجوئها إلي استخدام العنف المفرط ضد المواطنين من جانب، وعندما لا تحترم القواعد والبني القانونية والتشريعية المنظمة للمجتمع من جانب آخر،فإن الدولة وتماسكها الوظيفي الداخلي يصاب بالضعف،وتبدأ هيبتها تتراجع تدريجيا في نظر المجتمع والأفراد،وهو ما يشجعهم على تحدي سلطة الدولة،وتحدي شرعية احتكارها استخدام العنف. وقد يقود ذلك تدريجيا إلي حالة سقوط الدولة أو ما يعرف بمجتمع اللادولةStateless Society،أي المجتمع الذي لا تحكمه دولة(9).
ويعبر عن الاتجاه الثاني فريق آخر،يري أن ظهور البلطجية وكافة الجماعات الرافضة للدولةAnti-state Movements هو نتيجة حتمية لما يعرف بالاستبعاد الاجتماعي  Social Exclusion. ، وبالتالي،فإن ظاهرة البلطجة هي صورة  من صور الاستبعاد الاجتماعي،الذي يعني الانسحاب من الالتزام بالقواعد والقوانين المنظمة للمجتمع،وعدم الالتزام بالتسلسل الهرمي للأوضاع الاجتماعية،وللسلطوية المستقرة في المجتمع،بفعل ظروف قد تكون قاهرة،ولا يستطيع الأفراد مواجهتها(10). وهذا الوضع شهدته بعض دول أمريكا اللاتينية،مثل بوليفيا وباراجواي والإكوادور(11).
واستنادا لهذا الاتجاه،يعد الشخص مستبعدا اجتماعيا،عندما تتوافر فيه مجموعة من السمات،منها أن يكون مقيما في منطقة معينة من المجتمع،  مثل المناطق العشوائية،وألا يستطيع المشاركة في الأنشطة العادية في المجتمع كباقي المواطنين،بالرغم من أنه قد تكون لديه الرغبة في المشاركة والانخراط (12). وتتألف جماعات البلطجة،كفئة مستبعدة اجتماعيا،من الأفراد الذين سقطوا من شبكة الرعاية الاجتماعيةSocially Abandon  بصورة رسمية،مثل المجرمين والمسجلين الخطرين ومعتادي الإجرام.
والاستبعاد الاجتماعي ليس أمرا شخصيا،ولا يرجع لتدني القدرات الفردية فقط،بقدر ما هو حصاد بنية اجتماعية معينة تجعل الفرد غير قادر علي الاندماج في المجتمع. كما أنه ليس موقفا سياسيا أو طبقيا فقط،وليس شأن الفقراء وحدهم،أو الأغنياء فقط،وإنما هو مشكلة الجميع،ولا سبيل لتحجيمه سوي بتعظيم الاندماج،وتحقيق الاستيعاب الكامل للجميع،أي تحقيق"المواطنة الكاملة" (13).
تفسير ظاهرة البلطجة
       وفي إطار المدخل الاجتماعي،تطورت ثلاث مدارس في تفسير ظاهرة البلطجة. تركز المدرسة الأولي علي المستوي الفردي،حيث  تري هذه المدرسة أن البلطجية مسئولون عن استبعادهم،بسبب سلوكهم الذي لا يحترم القانون والقواعد،والمعايير الأخلاقية والسلوكية السائدة والمنظمة للحياة العامة في المجتمع،وبسبب خروجهم علي الأعراف،والتقاليد السائدة في المجتمع،بسبب استخدامهم العنف والإكراه بصورةغير شرعية،وإرهاب المواطنين وتهديدهم. وغالبا ما يلجأ أنصار هذه المدرسة إلي تنميط الرؤية نحو جماعات أو طبقات بعينها،مثل الربط بين سكان العشوائيات في مصر وظاهرة البلطجة (14). ولكن رأي هذه المدرسة يمكن الرد عليه،بأنه يمكن أن ينسحب الأفراد من المشاركة في المجتمع الأوسع كرد فعل علي المعاناة،والعداء والتحيز ضدهم،سواء لأسباب عرقية،أو طائفية،أو طبقية (15).
وتهتم المدرسة الثانية بدراسة الاتجاهات والسلوكيات النظمية Systemic،حيث  تجادل هذه المدرسة بأن نمط توزيع الثروات والدخول،ونظام توفير الاحتياجات والمنافع العامة،ودور الجماعات القوية والنخبة في تدعيم أو تقويض الاندماج والاستبعاد الاجتماعي،يؤثر في  حجم المستبعدين اجتماعيا (16).
أما المدرسة الثالثة، فتهتم بدراسة دور المؤسسات،وعمليات التغير الاجتماعي المتسارعة التي تمزق الأشكال التقليدية للتماسك الاجتماعي،مثل الحراك الاجتماعي والسياسي،وتغير مستوي التعليم والتطور التكنولوجي. فإذا كانت هذه العمليات تشجع وتحفز علي الاندماج الاجتماعي،من خلال تشجيعها علي المشاركة في الحياة العامة،  فإنها قد تقيد الفرص المتاحة أمام بعض الأفراد والجماعات. وفي هذه الحالة،تكون كافة صور الاستبعاد الاجتماعي خارج نطاق سيطرة الأفراد، ولا يملك هؤلاء المستبعدون اجتماعيا أوغيرهم فرصة لمعالجة أو تغيير أوضاعهم. وبالتالي،فإن الأسباب التي أوجدت الاستبعاد الاجتماعي ما هي إلا انعكاس لجوانب كثيرة من طبيعة المجتمع الذي يعيشون فيه(17).ويعد هذا المدخل بمدارسه هو الأكثر ارتباطا بحالة الدول العربية،وفق تقدير الباحث.
تطور ظاهرة البلطجة.. حالة مصر:
       إن ظاهرة البلطجة في مصر ليست مرتبطة بحالة الانفلات الأمني التي أعقبت ثورة 25 يناير،فهي ظاهرة وجدت من قبل في المجتمع المصري،وإن مرت بتحولات وتطورات كثيرة،ربما كان أكثرها وضوحا ما ارتبط بالفترة التالية علي الثورة. ورغم قدم هذه الظاهرة في مصر،فإن الدراسات التي اهتمت بدراستها وتحليلها محدودة. ومن أهم هذه الدراسات،دراسة فادية أبو شهبة،الخاصة بالخصائص العمرية والنوعية للمسجلين خطر خلال عام  2010 (18)، حيث تمثل طائفة المسجلين خطر أغلبية البلطجية في مصر.
وقد انتهت هذه الدراسة إلي أن نحو 50% من البلطجية تتراوح أعمارهم بين18 و30 سنة،وهو ما يعني أنها ظاهرة تجذب من هم في سن المراهقة والمراحل الأولي من الشباب. كما انتهت إلي أن ثلثي هؤلاء البلطجية من الأميين الذين لا يعرفون القراءة والكتابة،أي أن هناك علاقة عكسية بين درجة التعليم والميل للقيام بأعمال البلطجة. وانتهت الدراسة كذلك إلي أن النشاط الإجرامي الأساسي للعينة التي تمت دراستها هو السرقة بالإكراه بنسبة81%، ثم الإتجار بالمخدرات بنسبة 72% (19).
ويمكن رصد بعض أبعاد التطور الذي طرأ علي ظاهرة البلطجة في مصر بعد الثورة. فمن ناحية،طرأ تطور نوعي علي الأسلحة المستخدمة من قبل جماعات البلطجة. فحتي نهاية الحرب العالمية الثانية، كان السلاح الرئيسي  لهذه الجماعات هو العصي أو"النبوت". بينما لوحظ خلال الأشهر التي تلت الثورة،امتلاك بعض البلطجية لأسلحة ثقيلة ومتقدمة للغاية. وقد ساعد علي ذلك انهيار النظام السياسي وجهاز الشرطة،وضعف التحكم في حدود الدولة المصرية،مما سهل عملية تهريب الأسلحة إلي داخل مصر عن طريق  دول مجاورة،مثل ليبيا والسودان(20).

الهوامش:
كلمة بلطجي ليست عربية،وإنما يرجع أصلها إلي الكلمة التركية بلط  جي،أي حامل البلطة،وهي الآلة التي تستخدم في قطع الأشجار وكسر الحطب. انظر: إبراهيم عبد المجيد،"تعريف جديد للبلطجة"،اليوم السابع،4 يوليو ١١٠٢.
5- See: Lawrence Krader, Formation of the State (Englewood Cliffs: Prentice-Hallm, 1968); Henri J.M. Claessen and Peter Skalnik (eds.), The Early State (United Kingdom: The Hague: Mouton, 1978).
6- Joel Migdal, Strong Societies and Weaken States: StateSociety Relations and State Capabilities in the Third World, (Princeton; NJ: Princeton University Press, 1988).
7- Ibid. ,pp. 35-43.
8- Andre Bteille, ''Inequality and Equality'', in: Tim Ingold (ed.), Companion Encyclopedia of Anthropology (New York: Taylor & Francis, 2002), pp. 1043-1042.
9- Grinin Leonid: ''Early State, Developed State, Mature State: The Statehood Evolutionary Sequence'', Social Evolution & History, Vol. 7, No. 1 (March 2008), pp. 67-.81 See also:    Robert Carneiro, ''Political Expansion as an Expression of the Principle of Competitive Exclusion'', in: Ronald Cohen and Elman Service (eds.), Origins of the State: The Anthropology of Political Evolution (Philadelphia: Institute for the Study of Human Issues, 1978).
10- Hilary Silver, "Social Exclusion'', in George Ritzer (ed.),Encyclopedia of Sociology,(Oxford: UK; Blackwell, 2006), pp. 4411-4413.
11- Paul Zibechi, Dispersing power:Social Movements as Anti-state Forces, (Oakland; Baltimore; AK Press, 2010), pp. 65-.90 See also: Benjamin Dangl, Dancing with Dynamite: Social Movement and States in Latin America, (Oakland; Baltimore; AK Press, 2010).
12- Brian Barry,"Social Exclusion, Social Isolation, and Income Distribution'', in: John Hills, Julian Le Grand, and David Piachaud, Understanding Social Exclusion, (New York: Oxford University Press, 2002).
13 - جون هيلز،جوليان لوغران ودايفيد بياشو،الاستبعاد الاجتماعي.. محاولة للفهم،ترجمة: محمد الجوهري،(الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب،أكتوبر2007)، ص١١.
- 14 أحمد زايد،سيكولوجية العلاقات بين الجماعات.. قضايا في الهوية الاجتماعية وتصنيف الذات،(الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب،سلسلة عالم المعرفة،كتاب رقم326، أبريل2006).
15- See: Amartya Sen, Identity and Violence: The Illusion of Destiny,(New York: W. W. Norton, 2006).
- Brian Barry, Op. Cit, p. 14.
16- See: John Burton, Resolving Deep-Rooted Conflict: A Handbook, (Lanham; MD: University Press of America, 1987).
17- Brian Barry, Op.Cit, pp. 226-243.
18 - ركزت دراسة الدكتورة فادية أبو شهبة بالأساس علي فئة المسجلين خطر،وهم طائفة من المجرمين الذين تتألف منهمغالبية أعداد البلطجية في مصر،ولكنها لم تركز بالأساس علي فئة البلطجية. ويجب ملاحظة أن كل المسجلين خطر هم بلطجية،بينما ليس كل البلطجية مسجلين خطر،وهو ما يقلل من أهمية هذه الدراسة،علي الرغم من ريادتها،باعتبارها أول دراسة تتطرق بالدراسة العلمية لهذه الفئة.
- 19 فادية أبو شهبة،"المعاملة الجنائية للمسجلين الخطرين"،القاهرة،المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية،(تحت الطبع).
20 - انظر علي سبيل المثال: "حرس الحدود يحبط محاولة تهريب أسلحة عبر الحدود مع ليبيا"،اليوم السابع،29 سبتمبر ١١٠٢.
(*) ملحق اتجاهات نظرية ، مجلة السياسة الدولية ، العدد 187 ، يناير 2012  ص ص 26-

Waht is Bullying

التنمر
التنمر المدرسي ، البلطجة ، التسلط ، الترهيب ، الاستئساد ، الاستقواء ، bullying ، أسماء مختلفة لظاهرة سلبية نشأت في الغرب و بدأت تغزو مدارسنا بفعل تأثيرات العولمة و الغزو الإعلامي الغربي ، و يكفي الاطلاع على الإحصائيات العالمية الخاصة بهذه الظاهرة للوقوف على خطورتها . ففي الولايات المتحدة الأمريكية – التي يعتبر فيها التنّمر المشكلة الأكثر حضوراً من مشاكل العنف في المدارس- تُشير الدراسات بأن ثمانية من طلاب المدارس الثانوية يغيبون يوماً واحداً في الأسبوع على الأقل بسبب الخوف من الذهاب إلى المدرسة خوفا من التنمر. كما كشفت دراسة مسحية لإيرلينغ Erling بعنوان «التنمر: أعراض كئيبة وأفكار انتحارية» أجريت على 2088 تلميذًا نرويجيًا في المستوى الثامن – كشفت أن الطلبة ممن يمارسون التنمر وكذلك ضحاياهم قد حصلوا على درجات عليا في مقياس الأفكار الانتحارية. وفي دراسة لليند وكيرني Lind & Kerrney أجريت في نيوزلندا ، اتضح أن حوالي 63% من الطلاب قد تعرضوا لشكل أو آخر من ممارسات التنمر، كما أشارت دراسة أدامسكي وريان Rayan & Adamski التي أجريت في ولاية إلينوي بالولايات المتحدة إلى أن أكثر من 50% من الطلاب قد تعرضوا لحالات التنمر، وفي إيرلندا أوضحت دراسة لمينتون Minton تعرض الطلاب لمشكلات التنمر بنسبة 35% من طلاب المرحلة الابتدائية و36.4% من طلاب المرحلة المتوسطة. هذه الإحصائيات المقلقة تدفعنا للتساؤل حول هذه الظاهرة و تحليلها بحثا عن أسبابها و طرق علاجها ، حتى لا تتحول إلى عامل آخر ينضاف إلى عوامل الهدر المدرسي في دول العالم الثالث. لدراسة هذه الظاهرة لابد أولا من البحث عن تعريف لها قبل الحديث عن أسبابها و طرق علاجها.

1 تعريف ظاهرة التنمر المدرسي

التنمر
تعددت تعريفات ظاهرة التنمر بتعدد الثقافات و الأنظمة التعليمية ، و سنحاول فيما يلي سرد بعض التعريفات التي أحاطت بأبعاد الظاهرة ومكوناتها.

أ‌- تعريف ويكيبيديا

يعرف موقع ويكيبيديا التنمر على أنه سلوك عدواني متكرر يهدف للإضرار بشخص آخر عمداً ، جسديا أو نفسيا ، و يهدف إلى اكتساب السلطة على حساب شخص آخر . يمكن أن تتضمن التصرفات التي تعد تنمرا التنابز بالألقاب ، أو الإساءات اللفظية أو المكتوبة ، أو الإاقصاء المتعمد من الأنشطة ، أو من المناسبات الاجتماعية ، أو الإساءة الجسدية ، أو الإكراه . و يمكن أن يتصرف المتنمرون بهذه الطريقة كي يُنظر إليهم على أنهم محبوبون أو أقوياء أو قد يتم هذا من أجل لفت الانتباه . و يمكن أن يقوموا بالتنمر بدافع الغيرة أو لأنهم تعرضوا لمثل هذه الأفعال من قبل. يقترح مركز الولايات المتحدة الوطني لإحصاءات التعليم تقسيما ثنائيا للتنمر: تنمر مباشر، وتنمر غير مباشر والذي يُعرف أيضاً باسم العدوان الاجتماعي ، ويتميز هذا الأخير بتهديد الضحية بالعزل الاجتماعي ، وتتحقق هذه العزلة من خلال مجموعة واسعة من الأساليب ، بما في ذلك نشر الشائعات ، ورفض الاختلاط مع الضحية ، والتنمر على الأشخاص الآخرين الذين يختلطون مع الضحية ، ونقد أسلوب الضحية في الملبس وغيرها من العلامات الاجتماعية الملحوظة (مثل التمييز على أساس عرق الضحية ، أو دينه ، أو الإعاقة…

ب‌- تعريف دان ألويس

التنمر
يعتبر دان ألويس النرويجي (Dan Olweus) – الأب المؤسس للأبحاث حول التنمر في المدارس . و يعرف ألويس التنمر المدرسي بأنه أفعال سلبية متعمدة من جانب تلميذ أو أكثر لإلحاق الأذى بتلميذ آخر، تتم بصورة متكررة وطوال الوقت، ويمكن أن تكون هذه الأفعال السلبية بالكلمات مثل: التهديد، التوبيخ، الإغاظة والشتائم، كما يمكن أن تكون بالاحتكاك الجسدي كالضرب والدفع والركل ، أو حتى بدون استخدام الكلمات أو التعرض الجسدي مثل التكشير بالوجه أو الإشارات غير اللائقة، بقصد وتعمد عزله من المجموعة أو رفض الاستجابة لرغبته. وحسب ألويس فلا يمكن الحديث عن التنمر إلا في حالة عدم التوازن في الطاقة أو القوة (علاقة قوة غير متماثلة)؛ أي في حالة وجود صعوبة الدفاع عن النفس ، أما حينما ينشأ خلاف بين طالبين متساويين تقريبا من ناحية القوة الجسدية والطاقة النفسية ، فإن ذلك لا يسمى تنمرًا ، وكذلك الحال بالنسبة لحالات الإثارة والمزاح بين الأصدقاء ، غير أن المزاح الثقيل المتكرر، مع سوء النية واستمراره بالرغم من ظهور علامات الضيق والاعتراض لدى الطالب الذي يتعرض له ، يدخل ضمن دائرة التنمر .

2- أبعاد الظاهرة

التنمر
غالبا ما يتم التركيز حين الحديث عن ظاهرة التنمر على الطرف الضعيف أو المتنمر عليه ، و الذي يقع عليه الفعل الإكراهي المؤلم ، و يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على مساره الدراسي و صحته النفسية تصل في بعض الأحيان إلى درجة الانتحار . لكننا إذا نظرنا إلى الظاهرة من زاوية أخرى فسنجد ضحية أخرى لا يُلتَفت إليها غالبا ، تتمثل في الطفل أو مجموعة الطلاب المتنمرين الذين يتخذون صورة العنف سلوكا ثابتا في تعاملاتهم ، إنهم ضحايا سوء التنشئة الأسرية و الاجتماعية ، و كلا الضحيتان تحتاجان للعلاج النفسي والسلوكي ، فالمعتدِي والمعتدَى عليه عضوان أساسيان في المجتمع ، وإذا أهملنا الطفل المعتدِي ولم نقومه – تربويا وسلوكيا – سنعرض أطفالا آخرين للوقوع في نفس المشكلة ، و هكذا سنساهم في انتشار الظاهرة بصورة أكبر في المجتمع .

3- أسباب الظاهرة

ترجع الدراسات أسباب ظهور التنّمر في المدارس إلى التغيّرات التي حدثت في المجتمعات الإنسانية ، و المرتبطة أساسا بظهور العنف و التمييز بكل أنواعه ، واختلال العلاقات الأسرية في المجتمع ، وتأثير الاعلام على المراهقين في المراحل المتوسطة والثانوية ، وكثرة المهاجرين الفقراء الذين يسكنون الأحياء الفقيرة وعدم قدرة أهل هؤلاء الطلبة المتُنمّرين على ضبط سلوكاتهم . و عموما يمكن تلخيص أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة التنمر في النقط التالية :

1- الأسباب السيكوسوسيولوجية

التنمر المدرسي
في كثير من الأحيان ، ينحدر المتنمرون من الأوساط الفقيرة و من العائلات التي تعيش في المناطق المحرومة ، أو ما يسمى أحزمة الفقر ، و تعاني من مشاكل اقتصادية ، في ظل وضع سوسيولوجي يتسم باتساع الهوة و الفوارق بين الطبقات الاجتماعية . و من الناحية السيكولوجية عادةً ما يكون المتنمرون ، و خصوصا القادة منهم ، ذوي شخصيات قوية و من الشخصيات السيكوباثية psychopath المضادة للمجتمع ، و تكمن خطورة هذا النوع في إمكانية تحوله خارج المدرسة إلى مشروع مجرم يهدد استقرار المجتمع ، حيث غالبا ما يؤسس المتنمرون عصابات إجرامية أو ينضمون إلى عصابات إجرامية قائمة . إلى جانب ما ذكر ، يمكن أن يلجأ الطفل إلى العنف نتيجة مرضه واضطراباته السلوكية التي تحتاج إلى علاج وتدخّل من أشخاص مهنيين، مثل الأطباء النفسيين المختصين في الطب النفسي للأطفال أو الاختصاصيين النفسيين أو المرشدين في المدارس . فأحياناً تعود أسباب التنمر إلى اضطرابات نفسية قد تحتاج إلى علاج دوائي وهذا بالطبع يكون بعد أن يتم الكشف من قِبل طبيب نفسي ومن الأهمية أن يكون هذا الطبيب مختصاً في الطب النفسي للأطفال .

2 – الأسباب الأسرية

التنمر المدرسي
تميل الأسر في المجتمعات المعاصرة إلى تلبية الاحتياجات المادية للأبناء من مسكن وملبس ومأكل و تعليم جيد و ترفيه ، مقابل إهمال الدور الأهم الواجب عليهم بالنسبة للطفل أو الشاب ، ألا و هو المتابعة التربوية وتقويم السلوك وتعديل الصفات السيئة و التربية الحسنة . و قد يحدث هذا نتيجة انشغال الأب أو الأم أو هما معا عن تربية أبنائهما و متابعتهم ، مع إلقاء المسؤولية على غيرهم من المدرسين أو المربيات في البيوت . و إلى جانب الإهمال ، يعتبر العنف الأسري من أهم أسباب التنمر ، فالطفل الذي ينشأ في جو أسري يطبعه العنف سواء بين الزوجين أو تجاه الأبناء أو الخدم ، لابد أن يتأثر بما شاهده أو ما مورس عليه . وهكذا فإن الطفل الذي يتعرض للعنف في الأسرة ، يميل إلى ممارسة العنف والتنمّر على الطلبة الأضعف في المدرسة . كذلك الحماية الزائدة عن الحد تعيق نضج الأطفال وقد تظهر لديهم أنواع من الفوبيا كفوبيا المدرسة والأماكن المفتوحة لاعتمادهم الدائم على الوالدين ، فالحماية الأبوية الزائدة تقلل من شأن الطفل وتضعف من ثقته بنفسه وتشعره بعدم الكفاءة .

3 الأسباب المرتبطة بالحياة المدرسية

التنمر المدرسي
ارتقى العنف في المدارس المعاصرة إلى مستويات غير مسبوقة ، وصلت حد الاعتداء اللفظي و الجسدي على المدرسين من طرف الطلاب و أولياء أمورهم ، حيث اندثرت حدود الاحترام الواجب بين الطالب ومعلمه ، مما أدى إلى تراجع هيبة المعلمين و تأثيرهم على الطلاب ، الأمر الذي شجع بعضهم على التسلط و التنمر على البعض الآخر ، تماما كما يقع في المجتمعات عندما تتراجع هيبة الدولة و المؤسسات . إلى جانب ذلك يمكن أن يؤدي التدريس بالطرق التقليدية التي تعتمد مركزية المدرس كمصدر وحيد للمعرفة و كمالك للسلطة المطلقة داخل الفصل ، إلى دفع هذا الأخير إلى اعتماد العنف و الإقصاء كمنهج لحل المشكلات داخل الفصل ، مما يخلق بيئة مناسبة لنمو ظاهرة التنمر . هذا بالإضافة إلى غياب الأنشطة الموازية داخل المدارس ، و اختزال الحياة المدرسية في الأنشطة الرسمية التي تمارس داخل الفصل في إطار تنزيل البرامج الدراسية .

4 الأسباب المرتبطة بالإعلام و الثورة التقنية

التنمر المدرسي
تعتمد الألعاب الإلكترونية عادة على مفاهيم مثل القوة الخارقة وسحق الخصوم واستخدام كافة الأساليب لتحصيل أعلى النقاط والانتصار دون أي هدف تربوي ، لذلك نجد الأطفال المدمنين على هذا النوع من الألعاب ، يعتبرون الحياة اليومية بما فيها الحياة المدرسية ، امتدادا لهذه الألعاب ، فيمارسون حياتهم في مدارسهم أو بين معارفهم والمحيطين بهم بنفس الكيفية . وهنا تكمن خطورة ترك الأبناء يدمنون ألعاب العنف ، لذلك ينبغي على الأسرة عدم السماح بتقوقع الأبناء على هذه الألعاب والسعي للحد من وجودها ، كما ينبغي على الدولة أن تتدخل وتمنع انتشار تلك الألعاب المخيفة ولو بسلطة القانون لأنها تدمر الأجيال وتفتك بهم . و إلى جانب الألعاب الإلكترونية ، و بتحليل بسيط لما يعرض في التلفاز من أفلام – سواء كانت موجهة للكبار أو الصغار – نلاحظ تزايد مشاهد العنف و القتل الهمجي و الاستهانة بالنفس البشرية بشكل كبير في الآونة الأخيرة ، و لا يخفى على أحد خطورة هذا الأمر خصوصا إذا استحضرنا ميل الطفل إلى تصديق هذه الأمور و ميله الفطري إلى التقليد و إعادة الإنتاج .

3 علاج الظاهرة

أول خطوة لعلاج هذه المشكلة هو الاعتراف بوجودها ، تليها مرحلة التشخيص للوقوف على حجم هذه الظاهرة في مدارسنا و تحديد المستويات الدراسية التي تنتشر فيها أكثر من غيرها ، و معرفة الأسباب التي تؤدي إلى انتشار التنمر . عندئذ يمكننا أن نعمل على إيجاد حلول لهذه المشكلة التي تنتشر أكثر في الدول الغربية بسبب التغييرات التي تحدث في المجتمعات وتأثير الإعلام الذي غيّر كثيراً من سلوكيات الأطفال والمراهقين ، و امتد تأثيره ليشمل حتى سلوكيات البالغين . و في الخليج العربي ، تعتبر الوقاية من التنمر في المدارس أحد برامج الخطة الجديدة لـ”اليونيسف” في المنطقة للمرحلة : 2014-2017، والهدف الرئيسي لهذا البرنامج هو الوصول لمدارس خالية من التنمر لضمان بيئةٍ آمنةٍ للأطفال.

1- العلاج الأسري

التنمر المدرسي
تعتبر الأسرة البيئة الأولى التي تؤثر في سلوك الطفل ، و هي بذلك تكتسي أهمية بالغة في ترتيب المتدخلين في علاج ظاهرة التنمر ، و ليكون التدخل الأسري فعالا ، لابد من التروي و عدم العجلة في الحكم على سلوك الطفل و وصفه بالمتنمر قبل أن تتضح الرؤية و تتم دراسة المشكلة من جميع الجوانب ، و استشارة جميع المتدخلين في حياة الطفل ، بما في ذلك بحث الصعوبات التي يمكن أن يواجهها الطفل في المدرسة فيما يخص التحصيل الدراسي ، و التي يمكن أن تكون وراء سلوكه العدواني . و في حالة ثبوت تنمر الطفل ، يجب مناقشته بهدوء و تعقل ، و استفساره حول الأسباب التي تجعله يسلك هذا المنحى تجاه أقرانه ، وتوضيح مدى خطورة هذا السلوك ، و آثاره المدمرة على الضحية . و في جميع الأحوال ، يجب تفادي وصف الطفل بالمعتدي أو المتنمر أو أي نعت قادح أمام زملائه ، لأن ذلك يمكن أن يأتي بنتائج عكسية وخيمة ، كما يجب على الآباء عدم اختلاق الأعذار للطفل والتبرير لأفعاله وبخاصة أمام المعلمين و الزملاء . من جهة أخرى ، ينبغي التحكم فيما يشاهده الطفل في التلفاز ، و تذكير الأطفال بوجوب احترام مشاعر الآخرين ، بمناسبة عرض مشاهد لأشخاص يتعرضون لمواقف مضحكة أو محرجة ، وإقناعهم أن هذه الأمور غير مسلية وشرح شعور الآخرين إذا ما كانوا ضحايا لمثل هذه التصرفات. و عموما ، ينبغي على الوالدين التعامل مع الموضوع بجدية لأن الأطفال الذين يتنمرون على الآخرين عادة ما يواجهون مشاكل خطيرة في حياتهم المستقبلية ، وقد يواجهون اتهامات جنائية ، وقد تستمر المشاكل في علاقاتهم مع الآخرين . أما في حالة كان الابن ضحية للتنمر ، فيجب على الوالدين إبلاغ الإدارة ، والشروع في تعليم الطفل مهارات تأكيد الذات ، ومساعدته على تقدير ذاته من خلال تقدير مساهماته و إنجازاته ، وفي حال كان منعزلا اجتماعيا بالمدرسة فيجب إشراكه بنشاطات اجتماعية تسمح له بالاندماج مع الآخرين وبناء ثقته بنفسه.

2- العلاج المدرسي

التنمر المدرسي
إن التعامل الأمثل مع التنمر المدرسي يتم من خلال تطوير برنامج مدرسي واسع comprehensive wide programs بالتعاون بين الإدارة التربوية والطلبة والمعلمين وأولياء الأمور والمجتمع المدني ، بحيث يكون هدف هذا البرنامج هو تغيير ثقافة المدرسة ، وتأكيد الاحترام المتبادل ، والقضاء على التنمر ومنع ظهوره. و من المفيد جدا في هذه الحالة الانطلاق من برنامج ألويس لمكافحة التنمر الذي تم تطويره في الثمانينيات من قبل العالم النفسي النرويجي دان ألويس ( Dan Olweus ) . ويهدف البرنامج لمكافحة التنمر ومساعدة الأطفال على العيش بشكل أفضل و جعل بيئة المدرسة أكثر ايجابية . وقد استخدم برنامج ألويس في أكثر من اثني عشرة دولة على نطاق العالم و قد أظهرت الدراسات أن حالات التنمر في المدارس التي استخدمت هذا النظام قد تراجعت بنسبة 50% خلال عامين . و يعتبر أهم جزء في برنامج ألويس هو تشجيع شهادة الشهود أو ” الغالبية المهتمة ” من الطلبة الذين لم يتعرضوا للتنمر و لم يقوموا بالتنمر على أحد ، و يتم تطبيق هذا البرنامج على مدى عدة سنوات ، تتخللها وقفات لتقويم النتائج و لقياس مدى فعاليته في التقليل من انتشار ظاهرة التنمر والتخفيف من حدة آثارها. التنمر المدرسي
و ليكون البرنامج العلاجي فعالا ، لابد أن يشمل الأمور التالية : – – توعية المعلمين والأهالي والطلبة بماهية سلوك التنمر و خطورته . – إشراك المجتمع المدني و الشركاء المؤسساتيين للمدرسة في محاربة الظاهرة . – إدراج التربية على المواطنة و السلوك المدني في المناهج الدراسية . – تشديد المراقبة و اليقظة التربوية للرصد المبكر لحالات التنمر. – وضع برامج علاجية للمتنمرين بالشراكة مع المختصين في علم النفس. – وضع ميثاق للفصل يوضح حقوق جميع الأطراف و واجباتهم على شكل التزام يشارك الجميع في صياغته و التوقيع عليه. – تنظيم أنشطة موازية تهتم بتنمية الثقة بالنفس و تأكيد و احترام الذات. – تشجيع الضحايا على التواصل مع المختصين في حالة تعرضهم لسلوكيات التنمر. – إثارة النقاشات في الفصل و استغلال اللعب البيداغوجي من خلال لعب دور الضحية للإحساس بشعورها في موقف التنمر.